أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، خلال كلمته في الاجتماع الوزاري الثالث بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي المنعقد اليوم في بروكسل، أن الهجرة تمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، لما لها من أبعاد إنسانية واقتصادية وأمنية.
ولد مرزوك أوضح أن 80% من المهاجرين الأفارقة يظلون داخل القارة، مما يدل على أن الهجرة الإفريقية هي بالأساس داخلية، مشيرًا إلى أن السياسات المعتمدة حاليًا يغلب عليها الطابع الأمني الأوروبي، ما يستوجب إعادة النظر في هذه المقاربات بما يعكس خصوصية الواقع الإفريقي.
وأشار الوزير إلى أن موريتانيا تلعب دورًا محوريًا في ضبط الهجرة، حيث تخصص نحو 60% من مواردها الدفاعية والأمنية لهذا الغرض، كما اعتمدت استراتيجية وطنية للهجرة منذ عام 2010، تم تطويرها عبر قوانين وتشريعات تراعي أبعاد الظاهرة المختلفة.
كما دعا إلى معالجة جذور الهجرة، مثل الفقر، والبطالة، وتغير المناخ، وتدهور الأراضي الزراعية، محذرًا من موجات هجرة غير نظامية قد تطال مئات الملايين مستقبلًا في حال استمرار التدهور البيئي والاجتماعي.
وختم ولد مرزوك كلمته بالتأكيد على ضرورة اعتماد مقاربة إنسانية للهجرة، تنظر إلى المهاجر كإنسان له تطلعات، لا كتهديد أمني، داعيًا إلى الاستثمار في الإنسان وتحويل التحديات إلى فرص تنموية حقيقية داخل إفريقيا.
